تعتبر الرضاعة الطبيعية واحدة من أهم الأسس التي يعتمد عليها نمو الطفل في الأشهر الأولى، حيث توفر له الغذاء الأمثل وتعزز مناعته وتعمّق العلاقة بينه وبين أمه. إلا أن بعض الأمهات قد يواجهن تحديًا صعبًا وهو امتناع الطفل عن الرضاعة، مما يسبب لهن القلق والحيرة، خاصة إذا كان الامتناع يحدث دون أسباب واضحة. ولأن الوقاية خير من العلاج، فإن معرفة العوامل المسببة لهذه المشكلة واتباع النصائح المناسبة قد يساعد كثيرًا في تجنبها.
ما الأسباب التي قد تؤدي إلى امتناع الطفل عن الرضاعة؟
-
التأخير في أول رضعة: من الأفضل أن تتم أول رضعة خلال الساعة الأولى بعد الولادة، لأن هذا يعزز ارتباط الطفل بالثدي.
-
الولادة القيصرية أو التخدير الكامل: قد تؤدي إلى تأخر استجابة الطفل للرضاعة.
-
الإمساك غير الصحيح بالثدي: مما يجعل الرضاعة صعبة أو مؤلمة، فيتوقف الطفل عنها.
-
إدخال الحليب الصناعي أو اللهاية مبكرًا: مما قد يسبب ارتباكًا للطفل ويفضل الزجاجة على الثدي.
-
الضغوط النفسية لدى الأم: مثل التوتر أو القلق أو الإحباط قد تؤثر على إفراز الحليب وتفاعل الطفل معه.
نصائح لتفادي امتناع الطفل عن الرضاعة
-
البدء المبكر بالرضاعة الطبيعية: ويفضل أن تكون أول تجربة رضاعة بعد الولادة مباشرة.
-
الرضاعة عند الطلب: يجب إرضاع الطفل كلما أبدى علامات الجوع، مثل مص اليدين أو التململ.
-
الاهتمام بوضعية الرضاعة: يجب أن يكون وجه الطفل مقابلًا للثدي، وأن يدخل فمه على الحلمة والهالة المحيطة بها.
-
تقليل استخدام الزجاجة واللهاية في البداية: خصوصًا في الشهر الأول لتجنب ارتباك الحلمة.
-
الرضاعة في جو هادئ: بعيدًا عن الضوضاء أو المشتتات التي قد تزعج الطفل.
ماذا تفعلين إذا امتنع الطفل عن الرضاعة؟
إذا لاحظتِ امتناع الطفل عن الرضاعة، فلا داعي للذعر. حاولي تهدئة طفلك بحمل جلدي مباشر “skin-to-skin”، وأعيدي المحاولة عندما يكون في حالة هدوء أو نعاس خفيف. قد تكون بعض المحاولات في وضعيات مختلفة مفيدة أيضًا.
وإذا استمر الامتناع لأكثر من 24 ساعة، أو لاحظتِ أعراضًا مثل قلة عدد الحفاضات المبللة أو فقدان الوزن أو الخمول، فيجب مراجعة الطبيب فورًا أو استشارة أخصائية رضاعة طبيعية لتحديد السبب ومعالجته.
لا تنسي أهمية الدعم النفسي
يمر كثير من الأمهات بتجربة امتناع الطفل عن الرضاعة، ومن المهم أن تعلمي أنكِ لست وحدكِ. لا تلومي نفسك، بل اطلبي الدعم من شريككِ أو عائلتكِ، ولا تترددي في طلب المساعدة الطبية المتخصصة. فنجاح الرضاعة لا يعتمد فقط على التقنية، بل على الثقة بالنفس والصبر والحب.
في الختام، فإن الحفاظ على رضاعة طبيعية ناجحة يتطلب وعيًا، واستجابة لحاجات الطفل، وبيئة داعمة. ومع التوجيه الصحيح والدعم المناسب، يمكن تجاوز أي عقبة، حتى امتناع الطفل عن الرضاعة.